نام پژوهشگر: جعفر جرفی
جعفر جرفی محمود آبدانان مهدی زاده
ظهرت فی الادب العربی فی العصر العباسی حاله من التفوق العلمی و الثقافی بحیث یمکن ان نشاهدها فی اثارهم و ما انتجوه و کان من شعراء هذه الدوره الهامه من الادب العربی الذین مارسوا دورهم حسب المحیط الجدید بطریقه عقلانیه راقیه کی یعلنوا عن عهدٍ حدیثٍ بشعرهم فی زمنهم المتجدد, هما ابوتمام و ابن الرومی اللذان قاما بتأقلم انفسهما حسب الظروف الجدیده و الراقیه و جاءا باسلوبٍ یختلف نوعاً ما عما سبقهما فی العصور المتقدمه کالعصر الاموی و قبله العصر الاسلامی عندما کان الشاعر لا یعرف شیئاً عن الثقافه سوی امور القبیله و بعض المسائل السیاسیه و الدینیه و الحزبیه, لکن ابو¬تمام و ابن الرومی بدخول عصرهما المزدهر فی کافه المجالات بما فیها العلم و الثقافات الجدیده و الدخیله و ظهور الافکار الاجنبیه و العقائد المختلفه و التنافس القائم بینها, لعبا دور الشاعر مع دور الانسان المتعلم و المطلع بعصره لذا مارسا فی هذه الظروف المزدهره فکریاً و عقلیاً دور الرجل المثقف کی یجعلا الشعر العربی فی حالهٍ لایکتفی بالذوق و الفطره بل هناک ثقافه و علم یجب أن یتخذ من معینه للادب الجدید کما حدث فی النثر الفنی کما إنه اتخذ من الثقافه الجدیده من فلسفته و منطقه و افکاره الجدیده و الدخیله و افاقه الحدیثه المتاثره بالثقافات الاجنبیه التی باتت تظهر فی المجتمع العباسی بشکل اوضح, اتخذ ایضاً الشعر ما ناله قرینه النثر علی ید شعراء من امثال ابی¬تمام و ابن الرومی فهما قاما بادخال العقلیه التی هی التمرن علی طلب العلم و الثقافه و فتح الافاق الجدیده فی مجتمعهما الراقی, فی الشعر فجعلا ساحه الشعر بعقلیتهما تقترب الی ساحه النثر و عقلیته و احدثا انقلاباً فی الشعر قام علی توحید القصیده و احکام نظمها و ارتفاع مستوی المعانی و الصور من الحاله الفطریه الی الحاله المثقفه و العقلانیه و ادخال عنصر الفلسفه و المنطق أو النظره التحلیلیه فی الشعر, فهما بما حدثا خرجا عن ساحه الشاعر البدوی و الامّی و دخلا الی ساحه الشاعر المثقف و العالم و المطّلع علی ثقافه عصره, فکل هذا جاء باسلوبٍ جمیل و موات الی حاله التثقیف و التعلم کما ظهر فی اسلوب اصحاب النثر الفنی الذین ادرکوا هذه الحاله قُبیل الشعراء فی اواخر العهد الاموی.