من أجل أن نحدد ملامح التطور الحاصل فی علم الکلام ـ بعد أن أثبتنا حصوله خلال القرن الثالث والرابع والخامس الهجری ـ قمنا بدراسه هذا الموضوع دراسه مقارنه، فشرعنا بذکر تعاریف عدد من المصطلحات الهامه الوارده فی البحث ثم ذکرنا تبرکاً دور ساداتنا وأئمتنا الطاهرین ? الذین تشرّفت المرحله التاریخیه ـ التی إخترناها لبحثنا ـ بنور وجودهم وفیض حضورهم القدسی، فابتدأنا بالإمام الرضا? وأختتمنا الکلام بذکر ما یتعلق بالإمام المهدی (عجل الله تعالیفرجه الشریف)، وذلک بعد أن أوجزنا الکلام عن دور من سبقهم من أجدادهم وآبائهم الطاهرین?. بعد ذلک درسنا وبشکل موجز تراجم أبرز متکلمی القرون الثلاثه. ثم تحدثنا عن أعداد الآثار والمصنفات الکلامیه التی ذکرتها المصادر الرجالیه وکتب التراجم ونسبتها إلی متکلمی هذه الفتره، وقد عرضناها بشکل یساعدنا علی المقارنه بین مواضیعها وعددها فی کل موضوع، وبعد ذلک قدمنا نماذج من الکتب المطبوعه والتی بین أیدینا مشیرین إلی مواضیعها ومیزاتها. وبعد الحدیث عن المتکلمین وآثارهم انتقلنا إلی الحدیث عن المسائل الکلامیه التی تم بحثها من قبل متکلمی هذه القرون الثلاثه وکیفیه علاجهم لما أشکل حولها وردودهم علی منکری الحقائق الشیعیه الثابته وجواب الشبه المثاره حول ذلک. وبعد هذه الخطوات التمهیدیه أوضحنا ملامح التطور وأسبابه، ذاکرین بعض صوره قبل القرن الثالث الهجری، وذلک للإستفاده منها کمدخل ینفعنا فی إجراء المقارنه بین ماکان علیه علم الکلام وما آل إلیه فی القرن الثلاثه التالیه. وأشرنا بعد ذلک إلی مناهج الإستدلال المستخدمه فی إثبات المسائل الکلامیه إذ تبیّن وجود منهجین رئیسیین، ثم تطرقنا إلی بیان من استخدم کلا المنهجین من المتکلمین ومَنْ منهم قد إختص وإشتهر بمنهج واحد منهما وتعرضنا إلی ما یمکن أن یکون تعلیلاً لذلک. وقد خرجنا من هذه الدراسه إلی أن علم الکلامی الإمامی قد شهد تقدماً وتطوراً واسع النطاق، إلا أن أبرز صور هذا التطور اتضحت فی عدد المولفات الکبیر الذی اهتم بموضوع الإمامه خلال القرون الثلاثه، یأتی بعده موضوع الردود والنقوض والاحتجاجات، ثم تتدرج بقیه المواضیع کالعدل والتوحید والنبوه وخلق القرآن والمعاد. وقد اتضح اهتمام الأئمه المعصومین? بتربیه علماء وقاده کلامیین یدفعون عن العقیده سهام الشبهات ویتصدون للإجابه عن شبهات الزنادقه والمخالفین. کما وتوصلنا إلی أن المنهج العقلی هو الانجع والافضل فی بیان العقیده وتوضیح الافکار، کما أنه هو الاسلوب الأسلم فی إثبات الآراء العقائدیه واقناع الخصم بالحجه والدلیل بصحه ما یعتقده المتکلم. وفی الختام هناک مجموعه من الإقتراحات التی یمکن أن ینفع تطبیقها والأخذ بها فی الإستفاده الکامله من هذه المناهج... ندعو الله أن یمنّ علینا بالتوفیق والقبول والسداد. والحمد لله رب العالمین.