ان من أعظم نِعَمِ الله على الإنسان أنْ علّمهُ البيان، وألهمه النطقَ ليجعله دلالة عمّا يريد، ولهذا قدَّمَ سبحانه وتعالى نعمة البيان بعد الخَلْق والإيجاد العدم سائر النِّعم التي عددها علينا . وما علم الدَّلالة إلا به يُعرفُ معنى الكلام ودلالته، والوصول إلى مراد المتكلم، فلا يمكن معرفة لفظة بالنظر أصل وضعها ومن ثم السياق الذي جاءت به، والقرائن وردت معها، وكل هذه الأمور تصبُّ في الدَّلالة، ...