یعتبر العصر العباسی من أثمن عصور الأدب الإسلامی إلّا أنّ المؤرّخین، والنّقاد تکلّموا کثیرا ما عن المساوئ الأخلاقیّة فیه دون أن یوفوا أدباء هذا العصر حقّهم، ودون أن یلتفتوا إلی القیم المنتشرة فی الشعر، والنثر. فقالوا إنّ معظم الأدباء کانوا ماجنین، ومتهاترین، ولکنّنا إذا دقّّقنا النّظر، لوجدنا أن الأدباء بغض النظر عن بعضهم، بذلوا قصاری جهدهم لانتشار القیم، ولاسیّما أعلامهم الذین کان مخاطبوهم من مختلف الفئات؛ ...