إنّ الفکاهة قصة مترامیة الاطراف، ربّما جاءت صدیً لما حفّت به حیاة الانسان من آلام و محن و مصائب و لیس من شکّ فی أنّ النفس المعذّبة کثیراً ما تلتمس فی الهزل و الفکاهة ترویحاً و تنفیساً عن نفسها، فلا تکون الفکاهة بالنسبة الیها سوی منفذ للتّنفیس عن آلامها و محنها، و الفکاهة عند ابی حیّان التوحیدی لیست الّا أداة للتهرّب من الواقع الذی کان ینوء بحمله و یثقل علی کاهله. إنّ جملة النّوادر التی رواها التوحیدی عن لسان ...

ترغب البشریة فی العیش فی مجتمع مثالیّ و نموذجیّ، وکلّ الشّعوب تسعی بشکل عامّ فی سبیل إنشاء مجتمع صالح جدید. و قد قدّمت المذاهب الفکریّة بدورها سبلاً متنوعةً لإقامة مثل هذا المجتمع و طرحت لذلک مناهج مختلفة محاولة أن تحقّق للإنسانیَّة حُلمها القدیم، إذ یسعی الفیلسوف بطُرُق فکریَّة - قد تکون حالمة - إلی أن یُوصِل الإنسانیّة إلی السّعادة من خلال بناء «مجتمع فاضل» و«خَیِّر». أمین الرِّیحانی (1876- 1940) و هو صاحب هذا الفکر ...

النقد النفسی بوصفه نتیجةَ إلتقاء السیکولوجیّة بالأعمال الأدبیة، یحاول قراءةً مختلفةً للأعمال الأدبیة. یُعتبر جاک لاکان (1901-1981م) من مُنظّری هذا الحقل، وهو  جاء بنظریة المنظومة الثلاثیة لتصویر التطوّرات العقلیة والنفسیة للإنسان من مرحلة الطفولة إلى البلوغ. یحاول هذا البحث معتمداً علی المنهج الوصفی- التحلیلی ووفقاً لنظریة لاکان أن یحلّل روایة موسم الهجرة إلی الشمال للطیب صالح (1929-2009م) وذلک تحلیلاً نفس...

ترتکز أغلبیة التخریجات للاستعارة علی الأساس التشبیهی منها، و إدراک وجه الشبه، و توضیح أنّ الاستعارة کیف تجعل المتلقی یتناسی التشبیه عبر آلیات الترشیح و التخییل و... و لکن القرآن الکریم لکونه کلام الله الخالد کان و لایزال منبعاً ثرّاً للجمال الفنی، لا تنقضی عجائبه و لا تنفد طاقاته التعبیریة و الإیحائیة مهما امتاح منه الماتحون. و قد حاولنا فی خطوة متواضعة أن ننظر إلی بعض الاستعارات الواردة فی القرآن ...

تبحث المقالة عن المقومات المؤثرة فی السلوک والرؤیة التاریخیة ـ السیاسیة لشیوخ أردبیل قبل نشأة الصفویة، ومدی تأثرها بالحرکات المعاصرة لهم. ففی أواسط القرن الثامن نشاهد نموّ الإتجاه الدینی فی الطریقة الصفویة بسبب الفراغ السیاسی. العقائدی إثر غزو المغول من ناحیة وانهیار الخلافة من ناحیة أخری. ثم مابین القرن السابع حتی العاشر برز دور شیوخ طریقة أردبیل فی الساحة السیاسیة لثلاثة أسباب: أولاً. القرابة ا...