مناقشة فکرة «الإنسان الکامل» فی أشعار ابن الفارض فی إطار آراء یونغ

المضامین المشترکة فی آداب الأمم التی لم تُرتبط ببعضها، تُعتبر حصیلة طبقة من النفس تسمّی «اللاوعی الجماعی». إن الأبعاد الکامنة فی هذا المستوی من الذهن البشری تتجسّد فی إطار رموز مختلفة یطلق علیها یونغ تسمیة «النموذج الأصلی». بما أنّ الشعر الصوفی ینبع من ذات الشاعر وإستلهامه من «اللاوعی الجماعی» فبالتالی یمکننا أن نجد فیه النموذج الأصلی. إحدی هذه النماذج الأصلیة تتجسّد فی نموذج «الإنسان الکامل» والذی قد تمّ إستخدامه فی شعر إبن الفارض الصوفی. إنّنا فی هذه الدراسة نحاول من خلال الاعتماد علی المنهج الوصفی – التحلیلی ومراجعة الکتب المختلفة فی مجال علم النفس، أن نستعرض الأبعاد النفسیة الکامنة فی شخصیة إبن الفارض معتمدین فیها علی فکرة النموذج الأصلی ومبادئ مدرسة یونغ النفسیة. هذا النموذج الأصلی، بامکانه أن یدلّنا علی نفسیة الشاعر وتقییم شخصیته. إنّه من خلال تداخل قیمته الذاتیة، وتجاوز السلبیات الناتجة عن «النسخ المتماثل» و«تضخم الأنا»، استطاع أن یصل من عملیة «الفردیة» إلی رتبة « الأنا».