سیمیائیة الشخصیة فی روایة یطالبنی بالرقصة کاملة لمنى الشافعی

تحتل الشخصیة مکانة بارزة فی الفن الروائی، وتعتبر مادة خصبة لدراسة حیاة الشخصیات الواقعیة، وتضطلع بمهمة الأفعال السردیة وتدفقها نحو نهایتها المعینة، حیث تعد عنصرا مهما لتصور الواقع من خلال حرکتها وأعمالها وعواطفهاالتی تخترق سیاق الروایة وتؤطرها منذ بدایتها إلى آخر عبارة فیها، کما أنه لابد من طرح تفاصیل الشخصیة الجسمانیة  وسماتها التأریخیة والثقافیة والعرقیة والاجتماعیة التی ترسم الانطباع العام حول الشخصیة المراد نوطینها فی النص الروائی؛ لأن الروایة تهدف إلى تجسید النعانی الإنسانیة، لذلک تطرقت هذه المقالة إلى دراسة الشخصیة سیمیائیاً فی روایة (یطالبنی بالرقصة کاملة) للأدیبة الکویتیة منى الشافعی، اتبعت المقالة المنهج الوصفی التحلیلی على ضوء نموذج غریماس العاملی الذی یجعل الشخصیات الروائیة ذوات لها أهداف، بحیث تقودها حوافزها المتحرکة نحو أهدافها ویمکن أن تواجه فی الوصول إلى هذه الأهداف عوامل مساعدة أو معیقة. فی نهایة المطاف توصلت المقالة إلى أنّه: أعطت الروایة الشخصیة أهمیة فائقة مبرزة أبعادها الظاهریة والنفسانیة والاجتماعیة بوضوح وإفاضة، حیث تم تقدیم الشخصیة عبر أسالیب عدّة، منها: الأسلوب التقریری والأسلوب الإستبطانی والأسلوب التصویری. أکدّت تسمیة الشخصیات أنّ أسماءها لیست اعتباطیة، وإنّما رتّب علیها اختیار سردی یحدد موقع کل شخصیة فی النص الروائی، کما أن الشخصیات رفلت بوظائف متعددة، منها: الوظیفة الفاعلیة والوظیفة النیابیة والوظیفة المجازیة، والوظیفة الجمالیة، بینما حضرت من خلال وظائفها هذه بشکل ملفت.