إعادة النّظر فی تعاریف الاستخدام البدیعی و کشف نموذج مجهول منه فی القرآن الکریم

الملخّص: الإستخدام أحد محسّنات البدیع المعنوی الذی لم یحظَ بعدُ بتعریفٍ جامعٍ ومانعٍ أجمع علیه علماء البلاغة، رغم مکانته المرموقة فی البدیع، تلک المکانة الّتی تنشأ عن دور هذا الفنّ فی خلق أکثر من معنی واحد للفظ واحد مع مراعاة الإختصار والإیجاز. نظراً إلی أهمّیّة هذا الفنّ البدیعی ودوره فی إدراک المعانی وتبیینها، بادرت هذه الدّراسة بتحلیل آراء الباحثین فی تعریف الاستخدام مبیّنةً نقائص کلٍّ منها؛ ثمّ حاول هذا المقال أن یعرض تعریفاً جامعاً یشمل جمیع شواهد الإستخدام المعروفة والمجهولة فی الأدب العربی.  وبعد ذلک أتت المقالة بصُوَر الإستخدام المختلفة الّتی تناولها البلاغیون حتی الآن مع ذکر شواهد من الشّعر والنّثر العربی. وفی نهایة المطاف أزاحت المقالة السّتار عن صورة مجهولة وبدیعة من الإستخدام، استخرجتها من إحدی آیات القرآن الکریم. الصّورة الّتی لم ینتبه إلیها دارسو المحسّنات البدیعیة حتّی الآن، وجاءت فی قالب عطف النَّسَق الّذی یُوجَد فیه عطفُ ثلاثة أسماء بالواو علی معمول عامل واحد (الفعل)، وبهذا العطف إکتسب العامل هذا معنی مختلفاً یناسب کُلّاً من الأسماء الأربعة المذکورة.